بلغيث يسب الشاوية
بيان بمناسبة الانتخابات الرئاسية 2009 |
بوتفليقة، حصيلة عشر سنوات: في الوقت الذي يتفق الجميع بمن فيهم أقطاب أساسية في النظام على فشل ذريع لكل برامج حكومات بوتفليقة و على مستوى كل الميادين، تصر الأقلية المقتاتة من الريع البترولي على املاءات مملة لإنجازات الرئيس الوهمية التي شيدت بمقابل هائل من أموال الشعب. تتوالى كل تلك التسريحات مع أن نفس هذا الشعب تتفق كل فئاته على إصابات مهلكة لكل مفاصل دولته الاجتماعية، الثقافية و الاقتصادية و الأخلاقية. فبسبب سياسات بوتفليقة الديكتاتورية، لاحظ الجميع استيقاظ و اشتداد العناصر السلبية في المنظومتين الوطنيتين الاجتماعية و الأخلاقية. -فمن جهوية محتضرة سابقا إلى جهوية مستفزة تميزها سيطرة همجية لمدينة واحدة على كل مراكز القرار الوطني. -و من تنافس قبلي مناسباتي في السابق إلى صدامات اثنية بين فئات الشعب الواحد كما حدث و لا زال في بريان. -و من اختلاسات عمومية طبيعية و مفهومة في الماضي إلى فضائح بملايير الدولارات و ذات بعد دولي كما في حالتي بنك الخليفة و البنك الصناعي و التجاري الجزائري. -و من بطالة نسبية ملازمة لكل دول العالم الثالث سابقا إلى بطالة قاتلة أسست لتنامي تيارات انتحارية جماعية بالحرقة، بالمخدرات و بالجريمة المنظمة. -و من بيروقراطية المؤسسات المحلية سابقا إلى بيروقراطية مركزية جعلت من توقيع الرئيس مفتاحا في نفس الوقت لأخطر القرارات كصرف الملايير خارج قوانين المالية السنوية كما لأدناها كتعيين رئيس دائرة. -و من تبذير للمال العام إلى تحويل قانوني لملايير الدينارات باسم تظاهرات احتفائية مثل 700 مليار سنتيم التي التهمت في سنة واحدة باسم الجزائر عاصمة الوهم العربي. و في الخظم يتم، بواسطة قنوات تلفزيونية مسخرة، التطبيل لإحصائيات مكذوبة حول إنجازات وهمية و نسب نمو سنوي مغلوطة و إحصاءات تشغيل مزورة أغلبها من النوع المؤقت كتشغيل الشباب أو مجرد إشعارات بالتشغيل كالتي تفرضها الملفات الإدارية على المقاولين. واقع النظام البوتفليقي: الديمقراطية بمفهومها الحركي كانت الضحية الأولى لنظام بوتفليقة، و لعل الكل يعيش هذه النسخة الجزائرية لديمقراطية مكذوبة و التي يميزها: · منع التظاهرات المطلبية السلمية للنقابات و الأحزاب و الجمعيات و فرض التصريحات الإدارية على كل نشاطاتها. · لجم الصحافة الحرة بقوانين تجريمية. · منع إنشاء الأحزاب الجديدة لصالح تحالف اسلاموي-وطني غارق في الديماغوجية. · مصادرة الإعلام المرئي بكل قنواته من طرف خطاب أحادي يغلب عليه طابع الإطراء و المدح لشخص الرئيس و توجيه الإعلانات العمومية للصحف المتناغمة مع الخطاب الرسمي. · إقحام المؤسسات الدينية و التربوية من مساجد و زوايا و مدارس و جامعات في العمل الشعبوي شبه السياسي. كل هذه مظاهر لديمقراطية غريبة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها فريدة من نوعها، مبتورة من شروطها و غير مجدية، ولا يمكن أن تؤدي إلى التغيير الذي هو مقصدها الأول و الأخير. الانتخابات على الطريقة البوتفليقية: الغريب في نظام بوتفليقة الديكتاتوري أن الانتخابات التي هي عصب النظام الديمقراطي أضحت، بإرادة مبيتة منه، مناسبة للتزوير و وسيلة لإدامة التعفن و منع التغيير و لا أدل على ذلك من خلق مراكز انتخابية في الجامعات التي تفرغ من الطلبة أيام الخميس(يوم الانتخاب) و اعتماد اللجان السياسية لمراقبة الانتخابات التي تمارس البزنسة بالتفويضات على حساب مراقبة العملية و تشجيع لجان المساندة أين تفرخ المحسوبية، المحاباة و الرشوة، و اعتماد حملات انتخابية يشارك فيها علنية وزراء و ولاة و رؤساء دوائر. و لعل الضربة القاتلة التي تعرض لها قانون الانتخابات هو التعديل الدستوري الأخير الذي أسس للرئاسة الدائمة التي تقع من الناحية السياسية في رأس النظم الفاسدة باعتبارها "ملكية مقنعة" تعتمد في ديمومتها على النشاط الغوغائي، المنتج تحت الطلب، من طرف مرتشين، متزلفين، و جهلة يفتقرون لأبسط الوسائل الفكرية اللازمة لتسيير شؤون الدولة. أخطار المشاركة في انتخابات 09 آفريل 2009: إن أخطار المشاركة في هذه الانتخابات لا يمكن تقدير حجمها بسبب الأضرار التي سوف تجرف الشعرة الأخيرة التي تربط الشعب بدولته، فحالة من اليأس العام سوف تضرب بجذورها نهائيا لدى أفراد الشعب عندما ينتقل هذا النظام إلى سرعة أكبر في تفكيك الوحدة الوطنية و نهب أمواله و لجم كل القوى الفاعلة التي تحلم بجزائر القانون. إن المشاركة في الانتخابات الحالية لا يمكن أن يعني لبوتفليقة إلا موافقة الشعب على النظام الأبدي و سينسف نهائيا أي محاولة للتغيير السلمي. إن المشاركة في هذه الانتخابات لن يعني عند الزمرة الحاكمة الآن إلا موافقة شعبية على التزوير، النهب، الجهوية، الرشوة، تبديد المال العام، المحسوبية، استغلال النفوذ، الديماغوجية، الاستغلال السياسي للدين، البيروقراطية، اللاعقاب، قانون الغاب...إلخ. و حينها سوف نعيش كلنا مكتوفي الأيدي أمام ارتفاع كل المؤشرات الحمراء، الستاتيكسة من تسكع، انتحار، مخدرات.....و الديناميكية من تطرف ديني و سياسي، إرهاب مسلح، إجرام منظم، حرقة....إلخ. نعم إن عدم المشاركة تماما مثل المشاركة لن تغير النتيجة المعروفة مسبقا و التي فرضها نواب البطون عندما صوتوا على الاعتداء على الدستور مقابل 300.000دج إلا أن عدم التصويت سوف يحفظ على الأقل الأمل في التغيير، عندما يتأكد بوتفليقة أن الشعب لا يعبده. أوراس لن ينتخب: إن الشاوية و بغض النظر عن الشتم الذي تعرضوا له عدة مرات من فم بوتفليقة و هو رئيس، مدعوون هذه المرة أكثر من أي وقت مضى إلى الطلاق البائن مع لجنة المساندة الدائمة المؤلفة من النخب التقليدية و المنتخبين المحليين الممثلين للتحالف الرئاسي و الذين جعلوا من مصالحهم الشخصية أولوية تصم آذانهم حتى على الرد على شتائم توجه لشعبهم مباشرة عبر القنوات الرسمية. إن شباب الشاوية و شاباتهم مدعوون لانتفاضة سلمية تجعل من انتمائهم الأمازيغي و اختيارهم الديمقراطي درسا للشعب الجزائري المعاصر كالذي أعطاه أجدادهم من ماسينيسا إلى بن بولعيد للشعب الجزائري القديم. إن آوراس لن ينتخب هذه المرة ليس لأن بوتفليقة شتم الشاوية و فقط بل لأن الشاوية هم الذين قاوموا كل الاستعمارات التي حلت بالجزائر و نظام بوتفليقة ليس الا استعمارا من نوع جديد.
|
MCA, Awras ASS N 01/04/09 |
بيان بمناسبة الدخول المدرسي 2008/2009 |
بعد 13 سنة من صدور المرسوم التنفيذي المتضمن إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية ،ومع كل دخول مدرسي، تتأكد النية الحقيقية للسلطة في تهميش هذه اللغة بإخلاف الوعود المقطوعة سابقا لمختلف الأطراف المناضلة التي وافقت و عملت على إنهاء أزمة المقاطعة المدرسية. هوامش: وكذلك: |
MCA, Awras ASS N 29/09/08 |
تكذيب
إلى سكان آوراس
أيها الإخوة، مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية |
يسعدنا أن نزف هذا المولود الإعلامي الجديد لمن انتظره طويلا من مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية و لمحبي "آوراس" الأصيل و أبنائه و لكل من يريد التواصل مع الأوراسيين. إن هاجسنا الأول في إطلاق هذا المشروع هو ضمان استمرارية الحركة و التواصل مع طاقاتها الجديدة أينما كانت. لقد غابت الحركة لفترة عن الساحة، و مرد هذا الغياب هو الوضع السياسي العام في الجزائر فالكل يعلم كيف طفت إلى الساحة و طغت على كل الأصوات، هيئات "أشباح" تكونت بإيعاز من عصب السلطة، تعمل أبواقا لأجنحتها و بوسائل تغرف أثمانها، على حساب الجميع، من الخزينة العمومية. تمنينا لو كانت اللغة الأمازيغية الوسيلة الأساسية في التواصل عبر هذا الموقع، غير أن إدراكنا لضعف استيعاب العامة في الأوراس و بالخصوص فئة الشباب منهم لمنظومة التدوين الخاصة بلغتنا، جعلنا نستسيغ مؤقتا تبليغ رسالتنا بكل اللغات المتاحة و ذلك خدمة لثقافتنا و هويتنا و لغتنا و هذا لا يثنينا عن قناعتنا بأن الكتابة بالأمازيغية تبقى هي قلب المعركة و هدفا من أسمى أهداف حركتنا، سيتحقق طال الزمن أو قصر. إن هذه المبادرة المتواضعة و التي نتمنى أن تضيف شيئا جديدا لرصيد التراكمات النضالية في منطقة الأوراس، جاءت على خلفية اقتناعنا بوجوب بناء جسر إلى الفعاليات الأمازيغية الجديدة بالأوراس و التي لم تعد تكتفي بالوسائل النضالية التقليدية للحركة. بإمكان الملاحظ البسيط أن يرى في خطابنا طغيان الجانب المطلبي على الفعل الثقافي، لعل ذلك نتيجة حتمية لتشكل الحركة و مسارها المندفع من بركان القهر و نار الاحتقار الذين يفرضان رد فعل مماثل لهما في الشدة. و حتى لا نبهم المصطلحات، فإننا نوضح أن المقصود بلفظ "أوراس" هو دلالته الجغرافية، في إشارة إلى كل الشاوية تجنبا للدلالة العرقية رغم أن لفظ الشاوية لا يحمل أي مضمون عنصري. أمام تنامي تكنولوجيات الإعلام و الاتصال الجديدة، توسع هامش حرية التعبير نسبيا مقارنة بباقي الحريات الفردية و الجماعية، مثل حرية التجمع و التظاهر و النشاط العلني و تأسيس الجمعيات، التي يتم خنقها تحت وطأة العراقيل المصطنعة في مختبرات السلطة المتخصصة في فبركة العقبات أمام تنامي المد الديمقراطي في الجزائر. إننا ندرك كل التحديات التي تواجهنا، كضرورة النقد الذاتي في كل المراحل وإعادة البناء على ضوء النتائج و تصحيح المسار النضالي بكل ما يقتضي ذلك من الشجاعة و الرشد السياسي و تنظيم الحركة بشكل مرن بما يسمح بضمان التواصل بين جميع مستوياتها و تجديد الخطاب و تحديثه انطلاقا من أرضية المبادئ المعلنة في ملتقى باتنة 1994 م و التأسيس لخطاب مقاوم لمظاهر الإقصاء، مستبعد للديماغوجية و الزور،مكرس لمبدأ الوضوح في الوسائل و الأهداف وقبل كل ذلك في المبادئ الثابتة. كما أننا نعي تمام الوعي حتمية التراص و التكامل داخليا و مع كل الفعاليات الديمقراطية الوطنية التي يجب البحث عن كل التقاطعات معها و ذلك لإتاحة الفرصة لتنامي الحركة بعيدا عن روح العداء، المنبعث من الغوغائية ومن أطماع ركاب الموجات من الطفيليين. إن الحصيلة بعد كل هذه السنوات من سياسة التوافقات و التناغم مع السلطة لم تقدم شيئا لمأسسة الأمازيغية في الجزائر، فما يزال تعليم الأمازيغية منحصرا في بعض بلديات منطقة القبائل بطريقة هزلية،رغم عزيمة وإرادة الأساتذة المناضلين و رغم الرغبة الشعبية الملحة، و مازال نصيب الأمازيغية في المنظومة الإعلامية يتلخص في مجرد نشرة يومية و حصة تلفزيونية "موزاييك" في الوقت الذي تبث بعض قبائل البدو في بلدان أخرى عبر عشرات الفضائيات المتنوعة و بدوام كامل، و أسوأ من كل ذلك وضع الأمازيغية في الإدارة حيث الإقصاء التام في الجماعات المحلية و العدالة و كافة مؤسسات الإدارة الجزائرية، ناهيك عن وضع اللغة الأمازيغية القانوني المتعارض تماما مع قانون تعميم استعمال اللغة العربية الذي يجبر المواطن على استعمالها وحدها في الإطار الرسمي متجاهلا اللغة الأمازيغية. من البديهي أيضا الإشارة إلى أنه رغم هذا الوضع السوداوي فإننا نلمس بعض التطورات الايجابية على المستوى الشعبي كانقطاع و غياب بعض المصطلحات العنصرية القديمة التي دأبنا على سماعها و قراءتها في وسائل الإعلام الرسمية و بعض قنوات الدائرين في فلك السلطة كما ننوه بالنص على وطنية اللغة الأمازيغية دستوريا رغم أن ذلك بديهي و لا منة لأحد علينا فيه. سنسعى إلى التمتع بحقوقنا و ممارستها كاملة في النهوض بالأمازيغية كمسؤولية وطنية لتتولى المؤسسات هذه المهمة حقيقة دون عقد و لا مركبات نقص، عكس ما هو واقع اليوم، و كما نناضل بقناعة من أجل التمكين للغتنا وهويتنا في وطننا، فعلى السلطة القبول بذلك استجابة لما تقره القوانين والأعراف و التشريعات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وتكريس التعدد اللغوي و الثقافي. نرجوا من كل الإخوة المساهمة معنا في إثراء هذا المنبر و جعله مساحة للحرية و الاحترام و النضال من أجل لغتنا الأم و هويتنا الحقيقية و مواطنتنا الكاملة. |
HBATHENT ASS N 01/03/07 |
NEGOCIATIONS
(Gouvernement-MCA/MCB)
INTERVENTION DU MCA
Avril 1995
Volet Identitaire
Concernant le volet identitaire développé par la présidence, le MCA ne saurait souscrire en aucune façon à cette formulation.
Le MCA considère que le discours et les différentes déclarations des hauts responsables dominateurs du pays berbère, même quand elles revêtent un caractère solennel sont dépourvus de valeur juridique intrinsèque.
elles peuvent néanmoins constituer un indicateur sérieux de la volonté politique de leurs auteurs, pourtant rarement sincères.
En effet le MCA fidèle à ses actes fondateurs et particulièrement, la proclamation de Thbathent du 20/04/1994(Ci-dessous), considère que si la religion musulmane et les différents aspects civilisationels de la culture arabe constituent des apports importants de la personnalité algérienne, l'identité historique qui est fatalement éternelle du peuple maghrébin, n'est autre que l'amazighite: elle este unique, irremplaçable, éternelle et de ce fait rassembleuse et unificatrice.
Le MCA considère que le fait d'intégrer les différents apports civilisationnels (Punique, Romains, Byzantins, Arabes, Turcs, Français) que notre peuple a reçu, généralement par la force armée (subi) dans la sphère identitaire ne peut en aucun cas enrichir l'identité de base comme on peut le supposer, mais au contraire la rendre plus confuse et moins délimitatrice et par conséquent plus fragile et plus conflictuelle.
Le besoin primaire(protecteur) d'appartenir à une sphère identitaire n'est autre qu'une supplantation à la nécessité d'être et de rester soit même, c'est une forme d'immaturité psychosociale qui caractérise des cas pathologiques en état de perte....
Le souci, pourtant légitime, du consensus ne doit en aucun ca aboutir à un concept d'identité multiple, à différentes composantes ou à une identité à géométrie multiple(variable).
L'identité d'un peuple est une valeur première et permanente, elle ne saurait donc se confondre ou se réduire à sa culture du moment(personnalité).
L'amazighité est donc l'identité de base du peuple algérien, c'est le socle sur lequel sont venus s'articuler(jamais définitivement) les différents éléments qui composent actuellement la personnalité nationale.
Volet Linguistique
Le MCA considère que la langue THAMAZIGHTH est déjà et depuis toujours une langue nationale. Suite à une amnésie collective et à l'aliénation culturelle, jointe à l'absence de volonté politique, il ne lui a pas été reconnu de caractère officiel comme il ne lui a pas été permis d'être admise dans les institutions du pays, nul ne peut nier cependant son caractère intimement et historiquement national.
La langue THAMAZIGHTH, langue ancestrale, langue nord-africaine est indubitablement une langue nationale. Il reste aux représentants de l'Etat de nous convaincre qu'une équipe de football n'a pas besoin de réformes constitutionnelles pour s'appeler équipe nationale.
La langue du royaume de Massinissa, ancêtre de l'Etat national, a déjà reçu le suffrage de l'Histoire.
C'est pourquoi le MCA considère que le spectacle tragique et honteux d'un régime refusant de reconnaitre et d'admettre officiellement l'identité et la langue de son propre peuple doit cesser.
Le MCA considère que cette négation suffirait à elle seule à ôter à tout prétendant toute espèce de légitimité. Elle serait même de nature à empêcher quiconque, le cas échéant, de se soumettre à la volonté populaire.
Le chef de l'Etat qui, selon le communiqué officiel a proclamé une définition de la personnalité nationale sans avoir besoin de réformes constitutionnelles, peut tout autant proclamer dans un texte officiel, Thamazighth langue nationale et officielle.
Le cas échéant, le recours à un avis du conseil constitutionnel, peut l'y autoriser.
Dans tous les cas la constitution le lui permet et les traités internationaux signés par l'Algérie depuis des décennies et engageant l'Etat, l'y obligent.
Enfin, pour le chef de l'Etat, il s'agit là d'une occasion unique pour passer à la postérité. C’est le moment ou jamais pour lui, l'homme de "54", l'homme des Aurès, l'homme de la rupture qu'il veut incarner de proclamer:
"L'AMAZIGHITE EST L'IDENTITE NATIONALE DES ALGERIENS ET THAMAZIGHTH LANGUE NATIONALE DE L'ALGERIE"
Pour ce qui est du deuxième point, qui a trait au mécanisme de prise en charge de la langue Amazighe, le MCA considère que les propositions, le MCA considère que les propositions apportées par les représentants de la présidence manquent de clarté et se situent en deçà des exigences contenues dans la plateforme du 04 Avril 1995.
Le MCA propose que l'instance prévue pour la réhabilitation de l'amazighité et qui pourrait se nommer CONSEIL SUPERIEUR DE L'AMAZIGHITE, soit doté de pouvoirs exécutifs et de moyens équivalents à ceux attribués aux autres instances chargées de la promotion de la langue arabe et de l'Islam autres composantes selon le communiqué officiel de la personnalité nationale.
Bien plus le MCA considère que LE CONSEIL SUPERIEUR DE L'AMAZIGHITE qui doit être l'instrument de l'institutionnalisation de THAMAZIGHTH s'il bénéficie de pouvoirs exécutifs étendus qui lui permettront de toucher tous les domaines de l'Amazighité; de l'archéologie à l'enseignement en passant par l'Histoire, la toponymie et la communication.
Cette instance devrait bénéficier de moyens à la mesure de la tâche que constitue la réhabilitation de la mémoire nationale. Sa composante humaine doit être choisie sur la base des compétences reconnues pour leur engagement militant par les différentes tendances qui ont élaboré la plateforme du 04/04/1995.
Enfin le MCA considère que la réunion du 09/04/1995 constitue un premier jalon dans la concertation et non pas la négociation car notre identité n'est pas négociable.
Le MCA demeure attaché à la plateforme du 04/04/1995 et se tient disposé dans le cadre de cette plateforme à continuer la concertation en vue d'une issue rapide et sereine de cette crise.
Ainsi le MCA réitère son soutien sans réserve aux membres du HCA et lance un appel à tous les algériens à faire de même.
Pour coroner l'accord du 22 Avril, le MCA propose l'organisation d'une semaine de l'Amazighité chaque année.
Enfin pour confirmer la continuité du combat jusqu'à la constitutionnalisation de Thamazighth, un nouveau conseil e un secrétariat ont été élus.
MCA, Batna le 23/06/1995
Appel à la marche du 20/04/1995
Le MCA a tenu une réunion le 10/03/1995 au siège de la ligue Aurès pour la culture amazighe(Batna).
Ont participé à cette réunion les membres des commissions permanentes ainsi que les membres des bureaux de wilaya (Batna, Biskra, Khenchela et Oum El Bouaghi).
A l'issue de cette réunion, il a été décidé la célébration du printemps amazighe 20/04/1995 "Journée de l'unité nationale et de la liberté d'expression" par une marche:
Pour la constitutionnalisation et l'institutionnalisation de Thamazighth.
Pour une radio auressienne d'expression amazighe.
Pour exprimer un soutien sans réserve au combat que mène le MCB.
Pour exhorter le pouvoir à mettre fin à sa politique de fuite en avant en reconnaissant les droits légitimes, pacifiquement revendiqués, à savoir:l'identité, la culture et l'histoire amazighes.
Le MCA appelle les algériennes et les algériens à se mobiliser davantage pour parer aux manoeuvres politiciennes qui tendent à briser le mouvement en instrumentalisant la revendication amazighe.
Par ailleurs une assemblée générale des militants et sympathisants est prévue le vendredi 31/03/1995 à Batna pour accélérer les préparatifs.
Thamazighth a besoin de tous ses enfants.
Batna le 10/03/1995
Après l'assemblée générale du Mouvement Culturel Amazighe qui a eu lieu à Batna le 11/11/1994, il a été décidé ce qui suit:
Création d'une commission de suivi chargée du dossier de la radio des Aurès d'expression amazighe.
Cette décision est motivée par le fait d'ignorer cette revendication en dépit du dossier revendicatif accompagné de pétitions qui a été remis aux autorités locales le 20/04/1994 date du deuxième séminaire du MCA à Batna dont l'une des revendications principales était: Une radio d'expression amazighe.
Le mouvement rappelle, une fois encore, le droit des Chaouia à une radio d'expression amazighe de puissance capable à couvrir le grand Aurès(Khenchela, Oum El Bouaghi, Tebessa, Souk Ahras, Batna et Setif) et en aucun cas le MCA ne renoncera à ce droit légitime et il mettra en oeuvre tous les moyens légitimes jusqu'à concrétisation de cette revendication.
MCA, Batna, le 11/11/1994
الأرضية السياسية و المبادئ العامة للحركة
الأرضية السياسية و المبادئ العامة للحركة
أولا، ملامح الحركة:

ثانيا، أهداف عامة:
ثالثا، مطالب محددة:
رابعا، وسائل العمل:
خامسا، خاتمة:
اللوائح النوميدية أو فلسفة الحركة الثقافية الأمازيغية
مقدمة
1- الفرصة الأخيرة:
لما تمكن الموحدون من السيطرة على شمال إفريقا، دخل بنوهلال، خربوها فتركوها قاعا صفصفا كما قال ابن خلدون، فكانت تلك فرصة أخرى ضائعة.
إن ظهور الحركة الثقافية الأمازيغية المعاصرة فرصة قد تكون الأخيرة لسبب بسيط ، هو أن للثقافات المجاورة حاليا وسائل غزو جهنمية بإمكانها سحق أية ثقافة ضعيفة في عقر دارها.
لحسن الحظ فإن أغرب ما جادت به الحضارة الغربية المعاصرة هو عدل قواعدها، فوسائل الاتصال القوية التي اخترعتها، وضعتها بين أيد كل الثقافات بكيفية عادلة تمنحها في ذات الوقت الاختيار بين استغلالها لحفظ كيانها أو الوقوع فريسة لها، إذ بإمكان غيرها استعمالها.
فإذا كان العالم القديم ملكا لمن يستيقظ باكرا كما يقال، فعالم اليوم يقع تحت رحمة المالكين لتقنيات الاتصال و علومه، إنها حقا الفرصة الأخيرة.
- الأمازيغ في مفترق الطرق:
بغض النظر عن تراجيدية هذا الصراع و عبثية هذا الوضع، فنحن في الحقيقة أقرب ما نكون من الطريق الصحيح، ذلك الذي تتعلق صحته بانتقاء نقدي، يتيح لنا تأليف مزيج متجاوب بين العناصر الخصبة من تراثنا و القيم الديمقراطية المتفتحة، هذا المزيج المتجانس هو وحده الكفيل بالقضاء على هذا التردد المرضي الناتج من صراع القيم التقليدية المرفوعة من أولئك و قيم العصرنة المرفوعة من هؤلاء.
مفاهيم غامضة
1-الثقافة العربية:
و عليه فإن الكلام عن ثقافة عربية تمتد من الخليج الفارسي إلى المحيط الأطلسي، لا يعدو أن يكون إلا اجترارا لمقطع تسلطي من الحلم الشمولي الذي ما فتئ يدغدغ غرائز الهيمنة لدى منظري حركة "البعث العربي".
إن العناصر المحددة للثقافة، المذكورة آنفا، قضت أن تتميز هذه المجتمعات المتجاورة بين الخليج و المحيط، بخصوصيات طاردة، تدفع ببعضها بعيدا عن بعض و السبب هو تحديدا ، الاختلاف العميق بينها في القيم الثقافية.
إن مفهوم "الأمة" مثلا هذا المكسب العريق للشعب الأمازيغي الذي فضلا عن ظهوره المبكر ( ماسينيسا، مؤسس الأمة النوميدية توفي سنة 149 ق.م.) و اشتداد صلابته بسبب المواجهات الكثيرة لشعبنا مع مختلف المستعمرين الوافدين، هذا المفهوم لم يتحقق عند قبائل الجزيرة العربية إلا في القرن السادس الميلادي بفضل الشحنة الوحدوية و التوحيدية للإسلام، هذه الملاحظة وحدها، ربما تكفى لرد المطامح البعثية الرامية إلى أن تجعل من إحدى أقدم أمم العالم ذيلا لأمة يتذكر معمروها تاريخ ظهورها الأول.
إن المحاولات الرامية إلى ربط الثقافة الأمازيغية بغيرها من الثقافات الشرقية أو الغربية، ميئوس من نجاحها لأن الثقافة الأمازيغية تقوم على معطيات موضوعية لا يمكن تجاوزها وهي حقائق: عرقية، تاريخية، اجتماعية، ثقافية و جغرافية لا نظير لها خارج الشمال الإفريقي، تماما مثل الثقافة العربية التي لا يمكنها أن تعني شيئا خارج حدود الجزيرة العربية.
2- الثقافة الإسلامية:
إن أهمية الثقافة تأتي أساسا من هذه العلاقة التي تربطها بالمجتمع فالثقافة مفهوم لا يمكن استيعاب معناه إلا بالنسبة إلى قومية موجودة فعلا.
و بالتالي فإن العبارات التالية " الثقافة الإسلامية"، "الثقافة المسيحية"، "الثقافة البوذية" ...إلخ ليست إلا مفاهيم تفيد تصنيفا أو تكديسا على أساس الدين لثقافات قد تكون مختلفة جدا، فعبارة " الثقافة الإسلامية " مثلا لا يمكن إلا أن تعني مجموعة من الثقافات المختلفة قليلا أو كثيرا، تحتكم في قيمها الدينية إلى نفس المرجع، إن حدة الاختلاف الثقافي بين المواطن الاندونيسي و المواطن الأمازيغي لم يمنع انتسابهما معا للعالم الإسلامي، فالأجدر بمن يتوخى الدقة أن لا يأخذ هذا المفهوم إلا قي صيغة الجمع أي "الثقافات الاسلامية
3-الثقافة الإفريقية:
إن الاختلافات الثقافية المحسوسة جدا بين الأمازيغ و جيرانها الشرقيين "المصريين" رغم القرب، تجعل الحديث عن تشابه ثقافي مع الجنوب أمرا صعب التصديق.
إن عبارة " الثقافة الإفريقية " تمسي فارغة المحتوى، عديمة الجدوى إذا لم تؤخذ في صيغة الجمع: "الثقافات الإفريقية".
4- الأمة العربية:
نظريا، الأمة مستعصية عن الانقسام حتى و لو لظروف سياسية معينة بدت غير موحدة جغرافيا. إن وحدة التصور الناتجة عن الاحتكام لنفس القيم الثقافية، تقضي باستحالة أن يكون أفراد الأمة وراء تصدع وحدتها، فإذا كان التاريخ يحفظ لنا أمثلة كثيرة عن انقسام الأمم، فإنه غالبا ما يرد الأسباب لصراع الزعامات القائدة للكتل الشعبية، هذه الزعامات ما أن يضعف تأثيرها حتى تعود أجزاء الأمة للالتحام من جديد، إن المثال الألماني المعاصر بقدر ما يبرر هذا الطرح، يدل على روعة و صلابة الوحدة الثقافية.
و في الاتجاه المعاكس، إن أية محاولة لتذويب ثقافتين مختلفتين، إحداهما في الأخرى، يؤدي حتما إلى انفجار قوي لعزوم المقاومة من جانب الثقافة المستضعفة، معبرة بذلك عن رفض احتوائها من غيرها و لعل المثال الروسي أحد أقوى الأدلة على أن الوحدة التي تعني الاحتواء لا يمكن لها إلا أن تكون قصيرة العمر.
إن لامنطقية المطامح البعثية يعكسها هذا الإصرار الأصم من روادها المنسلخين من ثقافة أمتهم على ضم بلاد الأمازيغ إلى هذا الكائن الخيالي المسمى "الأمة العربية"، فإذا كانت الوحدة العربية تبدو تقريبا مستحيلة بالجزيرة العربية نفسها، فإن امتدادها إلى شمال إفريقيا و المحيط الأطلسي، لا ينم إلا على مبالغة لامنطقية تؤججها شهوة جامحة.
التاريخ
1- عراقة الثقافة الأمازيغية:
بفن راق، على واجهات صخرية، سجلت أيد متمرسة، بدقة متناهية و بألوان زاهية، مناظر تحكي يوميات حياة رائعة، لشعب تدل دقة أفكاره و درجة إتقانه التعبير عنها، أنه يملك قرونا من التجربة الفنية في حين يكون وجوده قد بدأ قبل ذلك بآلاف السنين.
2- التأثير الثقافي العربي:
إذا كان المؤرخون يتحدثون عن الاستعمار في كلتا الحالتين فإن المؤرخين العرب يفضلون الحديث عن دخول الإسلام و ليس العرب.
إن قوة الثقافة الأمازيغية دفعت على مر الأزمنة كل النازحين إلى الاختيار بين نوعين من الفناء، إما الاندماج أو الرحيل، و لعل الإحساس بهذه الحقيقة هو الذي يغذي مخاوف الاعتراف بالهوية الأمازيغية لشمال إفريقيا.
إن الحقيقة التي لا يمكن القفز عليها هي أن التأثيرات الثقافية العربية (التي بدأت بعد القرن الحادي عشر، على إثر النزوح الهلالي المزعوم) تلقاها شعبنا بنفس طريقة تلقيه لثقافات الوافدين الذين مروا من هنا، لأنه من الصعب البرهنة على أن الثقافة العربية (الهلالية) أضافت عناصر مجددة للثقافة الأمازيغية، فبعد النزوح الهلالي يقرن فقط، تم تخريب كل إنجازات الدول الأمازيغية التي تأسست في العهد الإسلامي و قبله و هكذا أرض الأحرار تقع فجأة ، فريسة لكارثة حقيقية ميزها اختراق سرطاني مميت للنسيج الثقافي، الإجتماعي و اللغوي.
3- الدولة الوطنية و مناوئة المثقف:
إن هذه التسوية بالأدنى -Nivellement par le bas- الرامية أساسا إلى إسقاط متماثل لكل من المثقف و الجاهل كان قد عرف ظهوره أثناء ثورة التحرير الكبرى و الكل يعلم عدد المجاهدين الذين اغتيلوا أثناء الثورة و الذين لا تجمعهم إلا ميزة مشتركة واحدة، قد تكون سبب هلاكهم، و هي أنهم كلهم متعلمون و ذوو مستويات ثقافية و سياسية رفيعة.
الظاهرة امتدت بعد الثورة لتصبح ممارسة وقائية يمارسها أميو الأنظمة الحاكمة لشمال إفريقيا.
و هكذا أجبرت الفئة الذهبية لهذه المجتمعات إما على الهجرة نحو الخارج أو في أحسن الأحوال على السكوت الذي لا يمكن أن يعني إلا التواطؤ.
4- الدولة الوطنية و الاستعمار:
فبقميص مسرحي، يظهرها في هيئة مدافع شرس عن الثقافة الشعبية، استثمرت الدولة الوطنية أموالا ضخمة في قطاعات حيوية (التربية و التعليم و الإعلام ...) لتزيد الطين بلة باستيراد و فرض نمط آخر من المسخ الثقافي، من الشرق هذه المرة، لينظاف إلى الإرث الإستعماري ويزيد من خنق الثقافة الشعبية الأمازيغية بكل تعابيرها (العربية المغاربية و الأمازيغية) و ليفضي في الأخير إلى حرب هدامة بين المثقفين المسيرين المعربين و المفرنسين، هذه الحرب الاهلية الصامتة التي كانت و ما زالت السبب الرئيسي في عدم استقرار المؤسسات في الدول الأمازيغية هي أحد أكثر أسباب التخلف و ضوحا في شمال إفريقيا.
5- الصيغة التنفيذية لبرنامج طرابلس، جوان 1962:
في الفاتح أوت 1962 كان فتح الإذاعة و التلفزة الجزائرية RTA المعروفة منذ ذلك الحين بجريدة أخبارها المملة، الناطقة بعربية كلاسيكية يستحيل أن تخترق آذان الجزائريين، ضمن برنامج سخيف لا ينم إلا عن احتقار ذميم للذوق الشعبي، إن عدم تحرير الإعلام المرئي من احتكار الدولة بفتح قنوات وطنية أخرى أو على الأقل بفتح القناة الثقافية التي طالما طالب بها المثقفون الواعون بمشكل شفوية الثقافة الوطنية، بتعبيريها (العربية المغاربية و الامازيغية)، هذا الاحتكار أعطى للقناة الوحيدة، رغم رداءة برامجها، تأثير خطيرا ما فتئ يتضخم بسبب انعدام المنافسة.
الثقافة
1-وصف الثقافة :
بهذا المفهوم، يمكننا استشفاف أهمية الثقافة باعتبار علاقتها المباشرة بكل المنظومات التي تحكم الحياة البشرية (الأخلاقية، الإقتصادية، السياسية، الإجتماعية، النفسية و العلمية...إلخ) فهي أهم الوسائل على الإطلاق، لفهم الإنسان في صراعه الغريزي مع الطبيعة و في صراعه الإيديولوجي مع أقرانه وكذا في علاقته بنفسه.
إن شمولية الظاهرة الثقافية، تبدأ من تسيير توازنات الحياة العائلية إلى العلاقات الدولية، مرورا بالتوازنات الجهوية و من أكثر مظاهر الحياة بساطة (مثل الأواني المنزلية) إلى أدق السلوكات الإنسانية (مثل البسمة) .و بصفة مختصرة يمكن وصف الثقافة و ليس تعريفها، بكونها محصول التجربة الإنسانية، لمجتمع ما، في نظمه: السياسة الاجتماعية، الاقتصادية و النفسية، يتيح له التكيف المثالي مع بيئته و محيطه.
فالثقافة تضع بين أيدي الإنسان حلولا صحيحة (بالتجربة) لمشاكل حياته كفرد أو كمجتمع.
2- بداية الظاهرة الثقافية :
- الطبيعة الأولى :
بداية التفكير:
في الصيف عندما تطفح الغابة بكل أنواع الحياة و تتضاعف الوحوش و الحيات، لاشك حينها، أنه منثن يفكر بعمق و ربما بحزن دفين، كيف يتفادى لسعاتها القاتلة أو كيف يتوارى عن مواجهتها أو حتى، إذا أرغم، كيف ينقض عليها ليصرعها.
- الحاجة أم التفكير:
لا شك أن فؤاده، و هو في ذروة الحيرة، ينفجر أشلاء في ملاحقة أفكار ضائعة إذا أحس بوجع في الرأس أو بانتفاخ في الجلد أو بألم في البطن، لكنه لا ينتهي من التفكير.
أمام كل هذه الألغاز بإمكاننا تخيل الأحاسيس التي تتملكه بل و حتى سرعة نبضات قلبه تزيد بدورها من حجم تساؤلاته و لكنه يصمد، يقاوم و يعيش.
-اكتشاف الموت :
- اكتشاف الحياة:
- قتل الموت أو اكتشاف الثقافة :
لقصر أيامه فوق هذا التراب.
لم يجد الإنسان إلا الثقافة ليرفع بها تحدي الموت.
بالثقافة استطاع الإنسان أن يحقق حلمه في الخلود و أن يمدد عمره إلى مالا نهاية.
إن الثقافة رفض للموت و رفض الثقافة هو الرضى بالموت.
3- إيجابية الحوار الثقافي:
خاصة إذا علمنا أن الشعب نفسه لا يملك اختيارا آنيا لقيمة الثقافية، فهي معايير مؤسسة بعيدا عن إرادته المباشرة، أملتها حوادث و حالات سبقته في الوجود وحددتها عوامل تاريخية، جغرافية و نفسية.
في حين من الأهمية بمكان، تشجيع الحديث الثقافي حتى و لو كان يعبر عن السلبية و التمرد على القيم السائدة، لأن ذلك هو الوسيلة الوحيدة التي بإمكانها تمكين الشعب من ممارسة ثقافته بوعي و من ثم إمكانية هضمه لأي إصلاح مقترح بعد تقديره لما يمليه من منافع و أضرار.
إن فشل معظم الإصلاحات الثقافية، في بلادنا، يعود أساسا إلى عدم حصولها على رضا الطبقات الشعبية، هذا الرضا أو هذه التأشيرة لا تتأتى إلا بحوار ثقافي مفتوح، واسع و على كل المستويات مع الطرف الأساسي المعني بالظاهرة الثقافية و هو الشعب.
إن المنظومة الإعلامية، التربوية المتفتحة و المشجعة للحوار الثقافي يجب أن تحل و بسرعة محل المنظومة الشمولية المنغلقة التي تغلل أطراف شعبنا، إن هذا السرطان يلتهم مبالغ هائلة من أموالنا لإنتاج مرضى و متطرفين يزيدون من متاعب المجتمع.
إن المدرسة، السينما، الإذاعة، التلفزيون، الصحافة المكتوبة يجب عليها أن تتولى مسؤولية مهمتها في إنعاش الحديث الثقافي المتنوع و حتى المتناقض، لا أن تكتفي بدور حقير في هدم تراثنا الثقافي و مسح شخصيتنا نزولا عند رغبات العصابات الحاكمة.
4- دور الثقافة :
إن الثقافة مجموعة من القيم تحدد أنماط التغذية الروحية و العقلية كالمفاهيم الفلسفية، العلوم، الفنون، العقائد الدينية، و أنماط التعبير الإجتماعي كاللغة، الآداب، الفنون، و أنماط الترتيب الاجتماعي كالطبقات الاجتماعية و أنماط التمثيل كالحكم، و أنماط المراقبة و التوجيه و الردع كقوانين العدالة و الأعراف و التقاليد، و أنماط التعريف كالأسماء، و الألقاب و الأنساب ، و أنماط الممارسات الحيوية كالطعام و السكن و الزواج وأنماط النشاطات الأساسية كالفلاحة و الصناعة و التجارة و حتى أبسط أنماط السلوك البشري كطريقة الابتسام و البكاء و إشارات الوجه و مجموع التصورات التي يحفضها الإنسان عن نفسه و عن غيره... إلخ.
فالثقافة إذن تمنحنا وسائل للعيش بانسجام مع أنفسنا و مع غيرنا في محيطنا و هكذا فهي تلعب إلى حد بعيد دور المراقب الذي يسهر على احترام اختيارات الأجداد إذ المجتمع لا يمكنه الاستقرار إلا إذا أحس أفراده بأن الذين سبقوهم يصادقون على ما يقومون به.
إن الثقافة أداة يمارس بها الشعب إرادته على نفسه و يمارس بها السلف سلطته على الخلف و يتحدى الإنسان بخلود قيمها الفناء الذي يمثله الموت، إن الإنسان اخترع الثقافة ليقضي على الموت.
5- الشخصية :
الواقع أن كل الاجتماعيين و النفسانيين ما فتئوا يؤكدون أن للشخصية علاقة عضوية و مباشرة بالثقافة، فالبنيات الاجتماعية و المستهلك الثقافي هو القالب المباشر الذي، على شاكلته و على حجمه كذلك، تتشكل الشخصية الاجتماعية و الفردية، إن نمط الشخصية الشرقية الجانح إلى الميتافيزيقا و العائم في أحلام القوى الخفية يعكس بفصاحة يوميات المجتمعات الشرقية، العامرة بالرموز و الإيحاءات، بالقدر الذي يناقض النمط الأوروبي أسير السجن الذهبي للعقل و البرهان المنطقي الذي يرمي جانبا كل ما كانت مقدماته خاطئة و لا يأخذ إلا بما صح منها.
و بين هذا و ذاك نمط ثالث "ضمنه شمال إفريقيا" ضائع بينهما، عاجز عن القطع للعقل أو لما وراءه، ولعل الأفكار السياسية التي تغذي النضال اليومي لأحزابنا تفصح عن تضاد متطرف بين أفكار متحررة، مشرئبة لقيم العصرنة و أحكام الحضارة و أخرى متدينة في غلو وتزمت جانحة لمآثر السلف.
هذه المواجهة التي لا تخلو من ضحايا في الأرواح و خسائر في الأموال تضع، دون ريب، شمال إفريقيا في صنف الشخصية المريضة التي تكبت هزائمها العديدة بصراخ مثقل بألفاظ النصر.
6- الشخصية و الهوية :
إن العديد من التصورات و الاعتقادات التي يكون المجتمع قد عاشها بوعي، راضيا أو مرغما، في مرحلة ما من تاريخه، تكون قد انسحبت بصمت إلى اللاوعي في الذاكرة الاجتماعية، لتسير من هنالك الكثير من تصوراتنا و مفاهيمنا حول أنفسنا، حول الآخر و حول المحيط، هذا الجزء من جهازنا النفسي يسمى بالشخصية القاعدية أو بالهوية: إنها حيز نفسي ملئ بمعطيات تتحكم في سلوكاتنا و في اختياراتنا دون تبريرها، إن الهوية تسمح لأفراد المجتمع بالتأقلم مع المحيط باستغلال عصارة تجاربه الكامنة في اللاوعي.
إن الشخصية القاعدية أو الهوية بإيحاءاتها الآلية تكون حاجزا نفسيا منيعا، يرد بارتجال كل القيم المتعارضة مع مصلحة المجتمع.
إن حساسية الشعب الأمازيغي تجاه صور العساكر الأجانب في مقربة حدوده، يجد تفسيره في مخزونه النفسي الذي يحفظ هناك ذكريات حية عن استعمارات كثيرة مرت من هنا.
أما الحيز المتغير أو الشخصية الآنية أو "الشخصية بكل بساطة" ، فيسمح للفرد بالتعامل مع واقعه حتى و لو كان مناقضا لهويته، إن الشخصية الآنية هامش نفسي يتيح للإنسان تقمص شخصية مغايرة تمكنه من ممارسة الاستسلام للقيم السائدة لضمان بقاءه إلى حين.
إن عادات اللباس، الأكل ، العمران ، اللغة في شمال إفريقيا المعاصرة، المتميزة بخلط دنئ بين أنماط مختلفة (اللباس: قشابية أمازيغية، جبة عربية ، بذلة أوروبية / البناء : نمط معماري أمازيغي في الأرياف ، نمط عربي و آخر أوروبي في المدن / اللغة : خليط من كلمات أمازيغية، عربية، فرنسية، إسبانية و تركية....إلخ) تعكس إيحاءات الشخصية الآنية التي تشكلت بقبول التأثيرات القسرية الغربية و الشرقية.
في المجتمعات المتميزة بصراعات ثقافية مثل "شمال إفريقيا" يطفح القلق الاجتماعي نتيجة التضاد بين إملاءات الحيز الثابت "الهوية" و الحيز المتغير "الشخصية".
و رغم أن هذا النوع من الصراع ينتهي دوما لصالح الهوية، لأنها روح جماعية، صلبة و دائمة، صنعها التاريخ و الأرض بتأن و في مدة طويلة جدا، إلا أنه غالبا ما يمتاز بمرارة حادة.
الخلاصة أن الهوية خزان للحقائق الثابتة، سواء بالبرهان المنطقي أو بالتجربة الطويلة، تؤلف إرثا كبيرا من عناصر تنوير،
تداعيات التعريب
-1-عقدة تأنيب الذات L’auto-accusation:
2-المازوشية الثقافية:
بتعبير آخر، بعد أن يتم تجريد الفرد من حريته، من مرجعيته و من كل مميزاته الثقافية، ينتقل ( هذا الفرد) إلى حالة من النشاط العنيف ضد كل ما يمكن أن يعود به إلى ثقافته.
إن المازوشية الثقافية سلوك المستأصلين، عديمي الجذور، أسيري هوس مرضي، ناتج عن هلع من أن يثبت يوما، أنهم عاشوا كثيرا مدافعين عن قيم خاطئة بل عن قيم تضعهم في خانة الخونة لشعبهم.
3-الهروب إلى الغرب :
فإذا كانت الظاهرة مبررة من الناحيتين السياسية و النفسية : الأولى باعتبار القمع الممارس على الأمازيغية في عقر دارها و الثانية بمقتضى النظرية الخلدونية "إقتداء المغلوب بالغالب أو الضعيف بالقوي" فإنها ( الظاهرة) يمكن أن تنتهي إلى استلاب من نفس النوع الذي يؤلف موضوع احتجاجات حركتنا . ثم لا يجب أبدا أن ننسى مبلغ معاناة الثقافة الامازيغية من جيرانها الشماليين، على أيد الاستعمارات: الروماني، الوندالي، البيزنطي، الإسباني، التركي و الفرنسي.
إن تذرع بعض المناظلين بكون الظاهرة مجرد استكان ظرفي لثقافة ديمقراطية محايدة تمتاز بتفتح يتيح كل وسائل و إمكانيات النظال، لا يجب أن ينسينا أن الظرفي أو المؤقت يمكن أن يدوم و نكون حينها قد نزلنا عند من كنا قد فررنا منه.
4- إنكسار التوازنات الجهوية و الفئوية :
النتيجة كانت إذن عقما عاما، أتاح تسلل التيارات الفكرية الأجنبية المختلفة من الشرقين الأدنى و الأوسط و من الغرب، على أيدي مثقفين أمازيغ يأملون، كل من وجهته، أن يؤلفوا من مستورداتهم عروة مشتركة قد تعيد لأطراف الوطن تماسكها و لكن هيهات .
Germination إنتاش التمايز العنصري-5:
لذلك فإن عدم المعالجة الفورية للإشكالية الثقافية في شمال إفريقيا سوف يؤدي إلى ظهور تمايز عنصري هجين و مكذوب و لكن بإمكانه نسف القليل المتبقي من التماسك الوطني.
6-من التعليم إلى التلقين:
و حتى مع وجود هذه المؤسسات، قد لا يتسنى التسليم بوجود الدولة إذا لم يتم، و بدقة تحديد أهدافها و حدود صلاحياتها، و هنا مكمن كل الكوارث في شمال إفريقيا، كل المؤسسات موجودة و لكنها كلها منحرفة.
إن أهم مؤسسات الدولة العصرية هي المدرسة، هذا المنافس العنيد للعائلة الذي إن كان مجرد ذكره، في العالم المتقدم، كافيا لاستشفاف كل معاني النبل الراقية، المميزة للجنس البشري من تعليم، تربية، تكوين، تأهيل..إلخ.
فإنه في العالم المتخلف، مثل الشمال الإفريقي، مرادف دقيق لمركز برمجة الإنسان بحشوه بقناعات الحكم القائم أو بقناعات الرئيس الآتي بل و حتى بقناعات وزير التربية و لعل هذا ما يفسر عدم استقرار البرامج التعليمية بل و حتى المنظومة التربوية برمتها.
في شمال إفريقيا و العالم المتخلف عامة، يصعب التفريق بين الثكنة و المدرسة بسبب مساحة التقاطع الكبيرة بين أدوارهما.
إن التعليم الحقيقي هو تسليح المتعلم بعناصر التحليل و النقد، بأوليات المنطق و روح الشك الناقد، بلغة أمه و بلغات الشعوب المتحظرة، بتاريخه و تاريخ الدول المتقدمة، بجغرافية دولته و جغرافية دول العالم، بالظواهر الطبيعية و قواعد المعاملة الاقتصادية و الاجتماعية و الأخلاقية، بمفكري العالم و فلاسفته و علمائه...إلخ. كل ذلك يجب أن يلقن في قالب نسبي، يترك للمتعلم إمكانية رفضها و تكذيبها كلها و بالتالي فتح باب البحث على مصراعيه في كل هذه المواضيع العلمية.
إن الإتجاه الغالب حاليا في المدارس الاوروبية الكبرى، ليس تلقين المعارف و العلوم بل تلقين طرق التعلم الذاتي عبر استغلال الوثائق الكلاسيكي (الكتاب..) أو الالكترونية الحديثة(الانترنت و القرص..).
7- سوق البعث أو الجامعة:
إن العدد المبالغ فيه من هؤلاء النازحين إلى الجامعة الجزائرية و المغربية كان السبب (الرئيسي ربما) في اشتعال الصراع الهدام بين المعربين و المفرنسين، الذين كان يجب أن تتضافر جهودهم، كل من جهته، من أجل بناء وطنهم.
في غمرة ذلك الصراع المؤسف، لم يكن من الممكن تفادي لجوء كل طرف إلى خلفياته الإيديولوجية، فكان حصاد الصراع عبئا جديدا على الجامعة الجزائرية، متمثلا في انتشار حركة البعث العربي بين الأمازيغ، تحت تنشيط و رعاية أساتذة الشرق الأوسط الأجانب.
أما على مستوى تسيير الجامعة فالغريب أنه في الوقت الذي كانت فيه كل جامعات العالم تقيم الأستاذ على أساس بحوثه المنشورة، يتم عندنا ذلك على أساس المنصب الذي يحتله و آخر مقياس (جزائري) في ترقية الأستاذ بجامعاتنا هو عدد الأطروحات التي يشرف عليها ، فكان من نتيجة ذلك تخرج حملة ماجستير لم يروا الجامعة إلا يوم التسجيل.
المهم أن السلطة الإدارية التي يتمتع بها غالبا العناصر المرتشية و الأكثر رداءة، تسببت في هروب زملائهم الأكثر أهلية و الأوفر إنتاجا و النتيجة على المدى الطويل هي، قطعا، تفريغ الجامعة من العناصر النظيفة الأكثر أهلية لقيادتها.
8- تخريب الآثار :
إن الحالة التي توجد عليها المعالم الأثرية الأمازيغية في شمال إفريقيا، مراكز الأرشيف و المراجع بالإضافة إلى بناء المدن بمحاذاة أو فوق المدن الأثرية، غظ الطرف عن التنقيب اللاقانوني، منح رخص البناء على المساحات الأثرية كلها إشارات تنم عن استثمار سيء في طريق استئصال الهوية الأمازيغية لشمال إفريقيا .
إن تركيز السلطات على إبراز آثار الفترة العربية و التركية على شاكلة تركيز المستعمر الفرنسي على إبراز و إصلاح الآثار الرومانية، ليس من هدف له إلا تعميم الانطباع بعقم هذا الشعب على مر تاريخه.
كل هذه الممارسات كانت وراء تحرك حركتنا للمطالبة باستعادة آثارنا الخاصة التي تبرز هويتنا الأمازيغية.
9- تحريف العلوم الإنسانية :
فبينما يقدم بعض العلماء على أنهم كفرة، زنادقة و دراويش يقدم آخرون على أنهم معصومون لا شك في نظرياتهم في حين يتم وبجرة قلم حذف بعض الأسماء اللامعة -عالميا- في هذه العلوم من قائمة العلماء لأسباب إيديولوجية بحتة.
إن كليات الآداب و العلوم الإنسانية تمثل في شمال إفريقيا قمة الانحراف في المنظومة التربوية.
أسباب تخلف الثقافة الأمازيغية
1-البيروقراطية :
إن السلوك التسلطي الذي يمارسه الموظف في شمال إفريقيا، ليس إلا تقليدا موغلا في القدم، موروثا عن مختلف الاستعمارات التي تداولت أرضنا، فعلى مر تلك الأزمنة، بدا الموظف سمسارا متاجرا، لا يتورع عن تسويق إخوانه و تخريب كيانهم الثقافي مقابل أجر يتناسب مع شراسة تدخلاته.
إذ في الوقت الذي تبدو فيه الإدارة في الدول الحديثة جهازا يقدم خدمات هائلة للمجتمع، تبدو فيه عندنا جدارا هائلا يزيد من متاعب الشعب و يتعمد بأساليب جامدة و قاسية مراقبة المثقف و منع أي تقارب بينه و بين الشعب.
لقد لعبت الإدارة العمومية، تحديدا، الدور الذي من المفروض أنه قضي عليه بالقضاء على الاستعمار.
إن الصورة التي يستحضرها المواطن دوما و المتمثلة في تفاهة المسؤولين و عدم جديتهم، يكرسها يوميا الموظف البسيط الذي بإمكانه، رغم تفاهة منصبه، تعطيل القوانين المختومة بتوقيع رئيس الدولة.
إن الرشوة و التشريفات و الانحياز للعائلة أو الجهة، و التي تميز إدارتنا اليوم، تذكر بتقاليد الأعيان العتيقة من الهدايا و الانحناء و عادات التضامن القبلي، مما يضع الإدارة موضع الحليف المعاصر لسلطة الأعيان البالية الخادمة للمعمر الأجنبي.
2- خيانة النخبة الوطنية :
هذا الصراع المشبوه هو الذي كان وراء عدم قدرة البلاد على التوفيق بين ثقافتها و مجهودها التقدمي.
فبقدر ما ينم انقسام النخبة المثقفة بين شرقيين و غربيين، عن استسلام مصلحي مقيت لقناعات الأنظمة الحاكمة، بقدر ما يلقي الضوء على درجة جهلهم بحقائق وطنهم، باستثناء طبعا تلك الأقلية التي تستدعي الموضوعية التنويه بمواقفها و التي رغم تعمقها في الثقافات الأجنبية، حافظت على ضميرها الحي و لم يثنها حصار الصمت المطبق عليها عمدا، من التنبيه و التنديد بالأخطار التي ينطوي عليها الاستيلاب الثقافي.
3- خيانة البورجوازية الوطنية :
ففي الوقت الذي كان على بورجوازيتنا، كمثيلاتها في القوميات الأوروبية أن تضحي بجزء من مصالحها الأنانية في سبيل تطوير متعدد الأوجه للأمة، التي هي مصدر غناهم على الأقل، آثروا بدل ذلك، الإندفاع في السرقة و الاحتيال و التشجيع الخبيث للتقاليد البالية.
إن ظاهرة رفض البورجوازية الوطنية للقيم الديمقراطية و مجاراتها للطبقات الدنيا في القناعات السياسية العتيقة، التي تعمق الجهل، يبررها خوف مستمر من تنبه الشعب إلى المستفيدين الحقيقيين و الحصريين من ثروات الوطن.
إن فكرة "الشرفة" أو "النبلاء" التي غالبا ما تعني الانتساب للعائلات العربية الراقية وسيلة جهنمية، اخترعتها البورجوازية المحلية لحماية امتيازاتها اللاشرعية، بتقليص العلاقة بينها و بين الشعب "بمنع الزواج من غيرهم مثلا" من جهة و ترفع اجتماعي يضعها موضع الحكم في الخلافات المحلية التي تجتهد في إدامتها من جهة أخرى.
4- المدينة اللقيطة:
إن إنسان المدينة في شمال إفريقيا و منذ عشرات القرون، ظل سجين النفسية المستلبة، التي صنعها الاستعمار و التي تتغلب فيها الشراهة الاقتصادية على أغلى و أنبل قيم الأصالة.
إن ألفاظ الاحتقار "جبري"، "جبايلي" المتداولة خاصة في المدن التي أسسها مختلف المستعمرين، تدل على تلذذ مرضي باحتقار كل ما هو محلي، في نوع من التقمص الوهمي لصور المستعمرين الذين لم يرحلوا إلا بعد أن ورثوا ابن المدينة قيم الغرور و الاستعلاء عن ابن الوطن.
إن ابن المدينة في شمال إفريقيا، يفتقر إلى أبسط القيم الثقافية التي تخوله الانتساب إلى الوطن، لذلك فإن إعادة الاعتبار للأمازيغية، يمر حتما باختفاء مصطلح "ابن المدينة"، رمز الركوع الذي يذكر غروره بالغزاة الأجانب، و لن يتأتى ذلك إلا بإصلاحات جذرية تمس الأساس الثقافي للمدينة.
5- القومية العربية:
إن الزنجية رغم طابعها العنصري، الذي يرد بالمثل على الإنسان الأبيض، خطة تشريف لقيم الإنسان الأسود تماما مثل العروبة التي تمثل آيات التمجيد و التنويه بفضائل العرب و مآثرهم، فإذا كانت الأولى "الزنجية" رد فعل قاس على استعباد الوحش الأبيض للإنسان الأسود، فإن الثانية ممارسة صريحة للاستعمار في شمال إفريقيا لأنها فعل و ليست رد فعل، فما سبب رفض الأولى و تشجيع الثانية ؟
إن حركة القومية العربية اختراع غير عربي، إنتاج استعماري ولد في أوروبا على إثر ظهور نظريات "التفاوت الثقافي" الممهدة لنظريات "التفاوت العرقي" الهادفة آنذاك، إلى تبرير الاستعمار.
إن الطرح الرامي إلى إلحاق شمال إفريقيا ثقافيا و لغويا بالشرق الأوسط و بتجاهله الكم الهائل من الاختلافات الثقافية بينهما، لا يعدو أن يكون إلا دعوى إلى نوع من الزواج الجماعي بالمراسلة.
فكما أدى التهجين الثقافي للعراق و سوريا و مصر إلى الحديث عن درجات العروبة "عرب عاربة و عرب مستعربة" أي عرب أصيلة من الدرجة الأولى و أخرى هجينة من الدرجة الثانية، فالتعريب الكلي لشمال إفريقيا سوف يؤدي حتما إلى ترتيبنا في أدنى درجات العروبة.
و لعل أخطر الأسلحة المستحدثة لدى منظري القومية العربية، هو استعمال الإسلام لتبرير أطروحاتها الشمولية في شكل يذكر بالزمن الذي كان فيه العرب يمارسون النخاسة على المسلمين. إن شهرة الأمازيغ بتوغلهم في إفريقيا و أوروبا من أجل تحرير الشعوب بالإسلام، يقطع الطريق أمام كل استعمال للدين لتمرير المشروع البعثي في أرض الأحرار
الإصلاح الثقافي
1- الإصلاح الثقافي إصلاح للمجتمع:
إن إعادة الاعتبار للثقافة الأمازيغية ضريبة لا غنى عنها من أجل إصلاح عام في شمال إفريقيا.
إن التخلص من أثقال المقاومة التي تجر بلداننا نحو التخلف يمر حتما بمراجعة عميقة وربما أليمة كذلك لكل المؤسسات الحالية.
2- الأدب الشفوي معطيات تشخيصية (Données diagnostiques):
إن أهمية الأدب الشفوي تأتي من الإشارات التي يحملها، في آن واحد، عن أمراض المجتمع التي تسببها اللاتوازنات الفكرية و النفسية و كذلك عن الصفاء و الفعالية السابقين.
إن القصة، الرواية، الأسطورة، الحولية، القصيدة، الملحمة، النغمة الموسيقية، الرقصة، المثل الشعبي ... إلخ مذكرات أصيلة و فعالة تكفي لتحرير تقرير مفصل، لا يمكن الشك في موضوعيته، عن الأمراض التي تقرض المجتمع من داخله و التي تبدو مستعصية إلى حد الآن.
بحولية واقعية (complainte) واحدة، يمكن لاختصاصي بكل سهولة أن يستحضر ذهنيا و بدقة مختلف الأحداث و الصعوبات (المادية و النفسية) التي عاشها كاتبها و شعبه مهما غارت في القدم.
3- القلق الاجتماعي أولى مراحل الإصلاح:
إن التوتر الاجتماعي ليس فقط مصدرا لتوليد الطاقة التي تمكن المجتمع من سحق عزوم العطالة moments d’inertie التي تعيق تقدمه و تغيره بل هو كذلك مؤشر على نضج اجتماعي، باعتبار صبه في اتجاه الحركية الرافضة للركود.
هذه الاعتبارات هي مصدر الفكرة القائلة باستحالة تغير المجتمعات التي لا تسجل فيها أعراض القلق الاجتماعي.
إن التحذير (اجتماعيا هو مجرد وسيلة لنشر القلق) يجب أن يكون من المهام الأساسية لكل الحركات المشرئبة للتغيير و لكن، طبعا التحذير الواعي المتحكم فيه و المراقب من طرف عناصر عليمة وواعية بمصلحة الوطن و سلامة أفراده و كذلك بالحدود الفاصلة بين التحذير الذي يعني النصح و التنبيه و ذلك الذي يعني التهديد و الوعيد.
4- الإقتباس ضرورة خطيرة:
و حتى مع استبعاد هذا الخطر، فإن نجاح الاقتباس رهين تحمل المجتمع لمشقة التأقلم و المجتمعات التي تعيش صراعا ثقافيا تمتاز عادة بضعف القدرة عليه (التأقلم).
إن الاقتباس في كل المجتمعات المتوترة ثقافيا يثير دوما عواطف فزع، ناتجة عن عقد التأنيب التي تكبل أفرادها و هذه العواطف من شأنها تطعيم القوى الرجعية الرافضة للتغيير و التي يجب قطعا العمل للقضاء عليها.
من هنا تبدو ضرورة الحوار الواسع مع الفرد الاجتماعي قصد إقناعه بأهمية الاقتباس الأجنبي كرافد للثقافة المحلية.
5- أهمية التكفل الشعبي بالإصلاح الثقافي :
طبعا ليس من شأن هذه التفاسير المهينة أن تنبع من تحليل علمي اجتماعي موضوعي لسبب بسيط هو أن للثقافة وسائل ذاتية للدفاع عن نفسها، فمقاطعة الشعب لنشاط ثقافي معين، لا يمكن أن يجد تفسيره إلا في عجز هذه الثقافة عن النفاذ إلى عمقه أو بتعبير آخر هذه الثقافة أجنبية و الشعب لا يتذوقها.
و لعل ممارسة العمل الثقافي علمتنا أن نجاح أي نشاط ثقافي يمر حتما عبر المشاركة الشعبية و التي تتعلق بدورها بقوة عواطف الإثارة الناتجة عن دغدغة الرموز المبثوثة عبر هذا النشاط للمكنون الثقافي للمجتمع.
إن الاستقبال البارد الذي يواجه الكثير من النشاطات الثقافية الرسمية في شمال إفريقيا لا يعبر إلا عن رفض اجتماعي لها و عليه فإن أي إصلاح ثقافي مآله الفشل الذريع إذا تجاهل أصحابه موضوعه و هو الشعب، فتأشيرة المجتمع و قبوله لأي إصلاح هو الضامن الوحيد لنجاحه المتعلق بحجم المشاركة الشعبية في تحقيقه.
6- أهمية الوعي الشعبي بمقتضيات الإصلاح:
إن ما يميز المجتمع عن الفرد هو وفاءه بكل التزاماته و لكن المجتمعه لا يتعهد إلا إذا استعاب بوعي كل ظروف العملية الإصلاحية و اقتنع بوجهتها التي لا يجب أن تبتعد كثيرا عن قيمه الأساسية.
هذه الصرامة التي ينفرد بها المجتمع تجد تفسيرها في كون كل عملية إصلاح مساوية من الناحية النفسية، لإدانة مؤلمة لكل المؤسسات الاجتماعية القائمة و المجتمع لا يتقبل الإدانة إلا مقابل منحى واضح و دقيق لعملية التغيير.
لهذا وجب أن تسبق عملية الإصلاح مرحلة إعداد نفسي لا يمكن الاستغناء عنها، يكون من بين أهدافها الأساسية:
* إقناع المجتمع (كل المجتمع) أن الإصلاح لن يرهن و لن يجازف بقيمه الأساسية بل لن يؤدي إلا إلى توظيف واع لها، يمكنه لاحقا من تطهيرها بالتخلص من أقلها ملائمة للعصر.
* إقناعه بأن منتهى الإصلاح ليس الاستغناء عن إرث الأسلاف بل فقط، عيش هذه القيم بطريقة أخرى، أكثر حداثة.
فكل إصلاح ثقافي إذن فاشل بالضرورة إلا إذا قرره الشعب و نفذه بنفسه على نفسه.
7- تثمين الإصلاح:
إن الإصلاح الثقافي، في الحقيقة، عملية تكييف مؤلمة و معقدة جدا لا يمكن التعبئة لها إلا مقابل حجج كثيرة و قوية من بينها الحجة الاقتصادية.
يجب إذن أن يكون المجتمع على علم بأن الإرث الثقافي رأس مال حقيقي بإمكانه أن يكون مصدرا باهرا للثروة الاقتصادية، فبالإضافة إلى الأموال الطائلة التي يوفرها لنا الاستغناء عن استيراد المنتوج الثقافي الأجنبي، بإمكاننا تحقيق مداخيل هائلة بمجرد إيقاظ العبقرية الذاتية لثقافتنا.
إن شراسة الحملة المشبوهة ضد أغنية "الراي" لا تغذيها في الحقيقة الاعتبارات الأخلاقية المعلنة بل حجم الأموال التي استعادتها أغنية "الراي" على حساب الأغنية الشرقية في سوقها التقليدي، من المؤسف أن البلاهة الاقتصادية للشعب الأمازيغي لا تسمح له بالتنبه إلى أن "الراي" أكثر أخلاقية من الأغنية الشرقية.
ثم إن إخراجا تلفزيونيا بسيطا لقصصنا و أساطيرنا يكفي لاسترجاع ملايير تمتصها مؤسسات أجنبية، مقابل مسلسلات أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها فارغة المحتوى و نفس الشيء فيما يتعلق بفن العمارة التي بإمكان إخضاعها للطراز المحلي تجنيبنا صرف أموال طائلة لفائدة مكاتب دراسات و مقاولات أجنبية عربية و غربية.
في الأخير و باختصار شديد، إن الثقافة الأصيلة (أفكار، مؤسسات، نمط عقلي ...) لمجتمع ما ليست في الحقيقة إلا وسيلة ذكية، صقلتها التجربة التاريخية، تمكن المجتمع من ضمان احتياجاته العضوية، الروحية و العقلية بأقل تكلفة ممكنة
الأمازيغة الخطيرة
1- أمازيغية التقهقر:
فالنضال الأمازيغي يجب أن يهدف أساسا إلى إعادة تثمين كل قيمنا الإيجابية، ذات العلاقة بهويتنا الوطنية و ليس بعث و إحياء التقاليد البالية التي كانت وراء تخلفنا.
تحليل ماضينا، تجديد لغتنا، إذاعة و نشر خصوصياتنا، استغلال ملكاتنا الفنية و العملية، ذلك ما يجب أن تصرف من أجله حرارة نضالنا و ليس بعث المنطق الخرافي الذي كان يميز المجتمعات البدائية المنقرضة.
فإذا كان العلم ينفي وجود ثقافة "متخلفة"، فلم يحدث له أن أنكر وجود قيم متخلفة، بهذا المفهوم فقط يمكننا أن نقول أننا نسعى إلى استرجاع الماضي و ليس العودة إليه.
2- أمازيغية السلطة:
عند الحكومات المتسلطة، اللاديمقراطية، تؤلف الثقافة دوما جزءا من القوة العمومية الممارسة، طبعا، على الأنفس و الأفئدة إلا أنها ليست أقل فاعلية من بنادق البوليس و رشاشات الجيوش.
لهذا السبب لا يمكن أن ترجى فائدة تذكر من تسيير الحكومات لقطاع الثقافة إلا إذا كانت ديمقراطية.
3- أمازيغية القبيلة و العرش:
فإذا كانت الروح القبلية، على هذا القدر من الغرابة في شمال إفريقيا، فإن الكلام عن الثقافة يصبح حينها مجرد فخ مسموم، لأنه بالإضافة إلى كون مصائر الشعوب المعاصرة ترتسم، في أغلبيتها، بعيدا عن حدودها الجغرافية
إن التقدم الهائل لقطاع الاتصال، قد زج بها في مواجهة تحديات، غالبا ما تتعدى مجالاتها الترابية الضيقة.
المناظل الأمازيغي
1- مناظل مثقف و ميداني:
عكس الانعزال الصوفي أو النخبوي الذي لا يسمح للمثقف بقيادة الشعب و لا بالتكلم باسمه و لكن إلى حد مقبول، لأن التجارب التاريخية علمتنا كذلك أن الانغماس بابتذال في البيئة الشعبية ليس له أي أثر ثقافي، بقدر ما يفتح الأبواب لكل أنواع الصراع الشعبوي حول تفاهات الزعامة.
2- المناظل لا ينتج لجمع الأموال:
لأن الحرية بالنسبة للمناضل مثلها للفنان، يمنعه تمسكه بها من أن يرهنها لغيره في أنظمة متخلفة، تتضافر كل مؤسساتها في تقييد أفكار المواطنين مقابل أجور تتناسب و درجة ولائهم.
إن مصلحة المجتمع تفرض على الحركة الثقافية الأمازيغية التنديد بحزم بالمثقفين المرتزقة، الذين لا ينتجون إلا لجمع الثروة مقابل سحق الكيان الثقافي لأمتهم.
إن نبل الرسالة التي يبلغها المناضل أرقى من أن تطغى عليها اعتبارات أخرى و خاصة المادية منها.
يبقى، طبعا، من حق أي مواطن أن يسترزق من إنتاجه الثقافي على أن يمسك، فقط، عن تسمية نفسه بالمناضل، لأن هذا النعت مرادف "للأضحية" و المناضلون وقود مجاني يجب أن يحترق لإصلاح المجتمع.
3- المرأة المناظلة :
إن الصورة التي تركتها "الكاهنة الملكة و لالا فاطمة المقاتلة و جنديات ثورة التحرير الكبرى" تدعو بإلحاح إلى إنهاء تقليدنا البذئ للشرق في تصوره الجنسي للمرأة، فإذا كانت كل البحوث العلمية للعالم المتقدم منصبة على البحث عن مصادر الطاقة، فمن المضحك أن تتعمد مجتمعاتنا تعطيل أكثر من نصف طاقاتها بإبعاد المرأة أو تهميشها بدعوى أفكار غريبة لا صلة لها لا بالعقل و لا بقيمنا الثقافية.
إن تجهيل المرأة كارثة حقيقية، لأنها المدرسة الأولى، المطعم الأول و المنام الأول بل هي العالم الأول الذي تطأه أقدامنا.
4- المناظل الأمازيغي عدو القبلية:
إن الدفاع عن أمازيغيتنا عمل عالمي بمحليته، لا يمكن أن يطرح في إطار عنصري يقصي الثقافات الأجنبية، فما بالك إذا تعلق الأمر بخصوصيات ميكروسكوبية "قبلية" ؟
ففي الوقت الذي يشهد العالم تكتلات مريبة تمتد عبر قارات كاملة و في اللحظة التي يصبح فيها القمر جزءا من الأرض، تشهد مجتمعاتنا ارتكاسا خطيرا باستعمال العلاقات و العواطف القبلية في العمل السياسي.
إن كون القبلية منبع الإنتاج الثقافي لا يجب أن ينسي المناضل كون القبيلة (بمفهومها العربي أي النسب) كلفت شعبنا حديتا ملايين الأرواح البريئة بل هي التي كانت وراء فشل الكثير من ثورات شعبنا في وجه غزاته الأجانب ثم أن القبيلة بالمفهوم العربي، و بغض النظر عن بعض عواطف التضامن التي تميزها، مجرد فتات ملتصق (لأن داخل كل قبيلة قبائل فرعية) مبني أساسا على تحالف هش لمصالح أنانية شبه سياسية و اقتصادية.
إن القبيلة يمكن استئصالها بتنمية الاتصال و توحيد اللغة لأنها ظاهرة تعتمد في وجودها على الموقع الجغرافي و اللهجة المحلية و في انتظار ذلك تقتضي المصلحة الجماعية عزلها نهائيا على الصعيد السياسي و محاربتها (بمحاربة أدعائها) بدون هوادة .
لهذه الفقرات مراجع متنوعة
نتأسف عن عدم تسجيلها في وقتها